قصتي مع الفوريكس ... مغامرة وتحدي

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه قصة أحد الإخوة مع الفوريكس يروي فيها عن تجربته في هذا العالم
الغامض بالنسبة له وللكثيرين موضحاً التجربة التي خاضها في هذا الميدان.

يقول الأخ:
سأسرد لكم قصتي مع الفوريكس مختصرة وبما يربوا على الثلاث سنوات
يوم ولجت هذا السوق الذي يكتنفه الكثير من الغموض وتفوح منه إغراءات
المكاسب الكبيرة بالمبالغ البسيطة .بداية كنت أسمع عن بورصة نيويورك
وطوكيو ولندن وكنت أعتقد أنها بورصات تتعامل فيها الحكومات وكنت أعرف
 أنه تتداول فيها العملات لكن كنت أجهل الكيفية ولم أكن أفكر بمعرفة
 الكثير عنها ...

بل لأنها كانت مجهولة بالنسبة لي والإنسان كما نعلم عدو ما يجهل.
ذات يوم التقيت بشخص في مكان وكانت تجمعنا ورشة عمل في إحدى
 الملتقيات العامة وكان يجلس بجواري شخص أحسست بالراحة النفسية
 تجاهه وأحسب أنه شعر نفس الشعور ؛ فالقلوب جند مجندة ما توافق
 منها ائتلف وما تنافر منها اختلف ؛ بعد ما أنهينا ورشة العمل تلك - والتي
لم يكن لها علاقة بالفوريكس لا من قريب ولا من بعيد – لحقت هذا
الشخص ودعوته على فنجان قهوة بعد مغرب ذلك اليوم فوافق بشرط أن
 أرد له الزيارة.

توالت الزيارات فيما بيننا وتعرفت عليه أكثر وأخبرني أنه يعمل بالبورصة
وأخبرني بالتفصيل عنها وعن كيفية التداول فيها واحتساب المكاسب
والخسائر – ولم يشدني لها بالتأكيد إلا المكاسب وحسب – دخلت البورصة
 عن طريق حساب تجريبي في إحدى الشركات المقدمة للخدمة وكان
رصيد الحساب التجريبي هذا 50,000 دولار .

الحقيقة إستهوتني الفكرة وأصبحت أعرف متى أكسب ومتى أخسر وكيف
 أضع أوامر البيع والشراء وأكثر شيء شدني هو كيف أكسب من فرق
السنتات البسيطة آلاف الدولارات .بدأت أعرف الريال تريدر – لم أكن أعرف
 الميتا تريدر ولا الإكس تريدر ولا غيرهم – وبدأت أعمل رسومات بدائية
لخطوط تمثل قنوات هابطة وأخرى صاعدة وكانت نظرتي أن الترند يجب
أن لايكسر خسرت قليلا وكسبت كثيرا في الحساب التجريبي كما في
حال أغلب الحسابات التجريبية عندما يعمل الشخص بعيدا عن الضغط
النفسي للخسارة ويدخل صفقة معينه باتجاه معين مع الترند الذي رسمه .
كنت مستعجلا على الربح السريع فقررت - قبل أكثر من ثلاث سنوات – أن
 أدخل بحساب حقيقي وأخبرت أحد الأشخاص القريبين مني عن البورصة
واستهوته هو الآخر فكرة المكاسب الخيالية والثراء السريع وللأمانة دخلنا
 بــ 2,000 دولار . مع بداية دخول السوق الحقيقي الفعلية تغير كل شيء
 وأصبحت أخسر الصفقة تلو الصفقة ودعمنا أكثر من مرة حتى قرر شريكي
 أن يبتعد عن البورصة .فكرت هل كان الخلل في المبلغ أم في طريقة
 إدارتي للحساب أم في التحليل ؛ توقفت فتره ثم قررت أن أفتح حساب
خاص بي دون أن يشاركني فيه أحد حتى أتحمل المسؤولية بمفردي
وبالتأكيد حتى لا يشاركني أحد في المكسب .
في الحقيقة كنت أقتطع جزء من مرتبي لدعم حسابي فلا يكاد يقترب
 حسابي من 49 دولار حتى يأتي الفرج ويأتي آخر الشهر وأدعم
بـ1,000 دولار غالبا وأحيانا أقل بقليل .

استمريت على هذه الحالة لأشهر وأنا أخسر فقط . عدت للسؤال
المنطقي الذي طرحته على نفسي من قبل هل كان الخلل في المبلغ  
أم في طريقة إدارتي للحساب أم في التحليل ؟

والحقيقة التي لا تحتاج لقدرات خارقة لاكتشافها أن الخلل ليس في
 المبلغ أبدا ولكن يوجد خلل بسيط في إدارتي لحسابي وخلل أكبر
في التحليل . فقررت أن لا أجازف كثيرا في إدارتي لحسابي وقررت أن
 أتوقف وأن يكون التوقف بمثابة استراحة محارب ما يلبث أن يستجمع
 قواه ثم يعود لساحة الحرب أقوى وأقدر على القتال. وركزت كل قراءاتي
 على التحليل فوجدت أن المشكلة الأكبر التي يواجهها أغلب المضاربين
هي معرفة اتجاه السوق فعكفت على القراءة والتعلم الصحيح للتحليل
 الفني وكنت كلما أخطئ أعود للتشارت وأتفحصه حتى أعرف لماذا
أخطأت الاتجاه ومع الوقت ولله الحمد وكثير من الجهد و هذا توفيق من
 الله أصبحت أقرأ الاتجاه بشكل أكثر من جيد ولله الحمد . في النهاية
يجب أن نعلم أن التحليل الفني هو أداة في يد المحلل فعندما يخطئ
محلل في قراءته للسوق نقول أخطأ المحلل ولا نقول أخطأ التحليل
 الفني . وأن السوق بثيرانه المشترين ودببته البائعين وأخباره القوية
وغير القوية كلها مؤثرات يجب أن يستحضرها المحلل ويستوعبها
قبل أن يحلل تحليله اليومي المعتاد .



منقول للأمانة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لمدونة مدونة أهل الفن 2019

تصميم :بويردن